تابع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام "بقلق وأسى كبيرين ما يجري منذ أيام في عاصمة الشمال من احداث مؤلمة، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين وافراد القوات المسلحة، وتسببت باضرار مادية جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة".
وقال في تصريح اليوم:"ان هذه المواجهات بين ابناء المدينة الواحدة، ومهما كانت الذرائع والحجج التي تقدم لتبريرها، ليست سوى فتنة بغيضة تشكل خدمة مجانية لكل متربص بأمن واستقرار لبنان، الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى التعقل والحكمة بديلا من التوتير والتشنج واثارة العصبيات السياسية او المذهبية، والى اعلاء لغة الحوار سبيلا وحيدا للتعامل مع الخلافات مهما كان نوعها وعمقها".
اضاف: "ان مدينة طرابلس، التي كانت على مدى تاريخها رمزا للانفتاح والتعايش بين الاديان والطوائف، ومهدا للثقافة والتنوير في لبنان والمشرق العربي، تستحق من جميع الاطراف الفاعلة، وعلى جميع المستويات، صحوة ضمير ووقفة وطنية صادقة لوقف النزيف المجاني لهذا الدم اللبناني الزكي". ودعا سلام "جميع فاعليات طرابلس، التي تدرك بلا شك حجم الهم الوطني الذي يثقل كاهلنا جميعا وأهمية ودقة الاستحقاقات السياسية التي تواجهنا، الى عمل جماعي جدي وفاعل يؤدي الى رفع الغطاء فعليا عن جميع المسلحين الذين يستبيحون طرابلس واهلها المسالمين ويشوهون صورتها وتاريخها".
واذ ترحم "على الشهداء الابرياء وفي مقدمهم شهداء الجيش"، دعا "جميع الاطراف ايضا الى تسهيل مهمات قواتنا المسلحة، لتمكينها من القيام بدورها في التصدي للفوضى واعادة السكينة والهدوء الى طرابلس".
وكان سلام قد اجرى اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي اطلعه على حقيقة الاوضاع في طرابلس والاجراءات التي يتخذها الجيش لوقف المواجهات واعادة دورة الحياة في المدينة الى طبيعتها.